للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاهده، ويفزع أبو عبد الرحمن مما سمعه من أبي موسى فيعطيه الحكم مسبقا قبل أن يشاهد ما أفزع أبا موسى، ويأتي ويقف على الحلقة ويسألهم عن مقصود فعلهم هذا، فيخبرونه فيجيبهم الجواب المقنع، ويبين لهم استعجالهم بالبدعة، مع وجود من يقتدى به بين أظهرهم من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما تزال غضة طرية لم تبل ولم تتغير ولا تزال ولله الحمد كذلك إلى قرننا هذا غضة طرية محفوظة بحفظ الله لها، والله المستعان.

- روى ابن وضاح عن أسد عن جرير بن حازم عن الصلت بن بهرام قال: مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به، فقطعه وألقاه ثم مر برجل يسبح بحصى، فضربه برجله ثم قال: لقد سبقتم ركبتم بدعة ظلما، ولقد غلبتم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - علما!! (١)

وفي أصول الاعتقاد: عن عبد الله بن مسعود قال: ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا، إن آمن آمن وإن كفر كفر، فإن كنتم لابد مقتدين، فبالميت فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة. (٢)

" التعليق:

ورد عن ابن مسعود أقوال وأفعال تدل على بغضه للتقليد الأعمى الذي يرمي صاحبه في الهاوية. وما هلك المسلمون وأصابهم ما أصابهم إلا بهذا الداء العضال. فبعد الناس عن قال الله قال رسوله، وأصبحت الحجة


(١) ابن وضاح (ص.٤٦).
(٢) أصول الاعتقاد (١/ ١٠٥/١٣٠) والطبراني (٩/ ١٦٦/٨٧٦٤) وأورده الهيثمي في المجمع (١/ ١٨٠) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩٨٨) وروى الخطيب في الفقيه والمتفقه (٢/ ١٣١ - ١٣٢) الطرف الأول منه وفي (١/ ٤٣٨) بنحوه. والاعتصام (٢/ ٨٧٦) وإعلام الموقعين (٢/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>