للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع الجماعة وهي النافلة؟ قال: يا عمرو بن ميمون، قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية تدري ما الجماعة؟ قلت: لا، قال: إن جمهور الناس الذين فارقوا الجماعة، الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك. قال نعيم بن حماد: يعني إذا فسدت الجماعة فعليك ما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك، فإنك أنت الجماعة حينئذ. (١)

" التعليق:

لم يكن ابن مسعود يزن الأمور بكثرة العدد وقلته، ولكن يلتزم بالحق ولو كان واحدا. فذكر الجماعة والحض عليها ليس معناه ما عليه السواد الأعظم الذين هم أتباع كل ناعق من مبتدعة وأصحاب عقائد فاسدة، ولكن خلاصة البشر الذين التزموا بالسنة في أقوالهم وأفعالهم، وانتهجوا نهج السلف الصالح، ورضوا مسلكهم ورفضوا كل ما لم يكونوا عليه، وجعلوا السلف الذين في مقدمتهم الصحابة هم الميزان في معرفة الحق والخلق.

- وفي فتح البر عن رجل من عبس، أن ابن مسعود رآى رجلا يضحك في جنازة، فقال: تضحك وأنت في جنازة؟ والله لا أكلمك أبدا. (٢)

- وأخرج ابن بطة في الإبانة عن جعفر بن برقان، قال: حدثني بعض أصحابنا أن رجلا من حمير كان يتعلم القرآن عند ابن مسعود، فقال له نفر


(١) الباعث على إنكار البدع والحوادث (ص.٩١ - ٩٢) وتاريخ دمشق (٤٦/ ٤٠٨ - ٤٠٩) وذكره صاحب صيانة الإنسان (ص.٣٠٩ - ٣١٠).
(٢) فتح البر (١/ ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>