للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قريش: لو أنك لم تعلم القرآن حتى تعرف، فذكر ذلك الحميري لابن مسعود، فقال: بلى فتعلمه فإنك اليوم في قوم كثير فقهاؤهم قليل خطباؤهم، كثير معطوهم قليل سؤالهم، يحفظون العهود ولا يضيعون الحدود، والعمل فيه قائد للهوى، ويوشك أن يأتي عليكم زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه، يحفظون الحروف ويضيعون الحدود، والهوى فيه قائد للعمل. قال الحميري: وليأتين علينا زمان يكون فيه الهوى قائدا للعمل؟ قال ابن مسعود: نعم، قال: فمتى ذلك الزمان؟ قال: إذا أميتت الصلاة وشيد البنيان وظهرت الأيمان واستخف بالأمانة وقبلت الرشا فالنجاة النجاة، قال: فأفعل ماذا؟ قال: تكف لسانك وتكون حلسا من أحلاس بيتك، قال: فإن لم أترك؟ قال: تسأل دينك ومالك فأحرز دينك وابذل مالك، قال: فإن لم أترك، قال: تسأل دينك ودمك فأحرز دينك وابذل دمك، قال: قتلتني يا ابن مسعود، قال: هو القتل أو النار، قال: فمن خير الناس في ذلك الزمان؟ قال: غني مستخفي، قال: فمن شر الناس في ذلك الزمان؟ قال: الراكب الموضع المستقع. (١)

- وجاء في أصول الاعتقاد عن الأسود بن هلال قال: قال عبد الله: إن أحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وإن أحسن الكلام كلام الله، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم، فكل محدث ضلالة وكل ضلالة في النار، وأتى بصحيفة فيها حديث قال: فأمر بها فمحيت ثم غسلت ثم أحرقت ثم قال: بهذا هلك أهل


(١) الإبانة (٢/ ٤/٥٩٠ - ٥٩١/ ٧٥٠) وابن الضريس في فضائل القرآن (ص.٢٧) والفريابي في فضائل القرآن (ص.٢٠٢ - ٢٠٣) ومالك في الموطأ مختصرا (١/ ١٧٣/٨٨) والحوادث والبدع (ص.٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>