مخفوضاً في ذكر الرب جل وعلا، ألم تسمع قوله تبارك وتعالى:{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}؛ فلما كان الجلال والإكرام في هذه الآية صفة للرب خَفَضَ "ذِي" خَفْضَ الباءِ الذي ذُكر في قوله {ربك}؛ ولما كان الوجه في تلك الآية التي كانت صفة الوجه مرفوعة (١) فقال: {ذو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
فتفهموا يا ذوي الحجا هذا البيان الذي هو دلالة أن وجه الله صفة من صفات الله صفات الذات، لا أن وجه الله هو الله، أو أن وجهه غيره كما زعمت المعطلة الجهمية؛ لأن وجهه لو كان الله لقرئ ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام، فما لمن لا يفهم هذا القدر من العربية ووضع الكتب على علماء أهل الآثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -.
وزعمت الجهمية عليهم لعائن الله أن أهل السنة ومتبعي الآثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - المثبتين لله جل وعلا من صفاته ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله المثبت بين الدفتين وعلى لسان نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بنقل العدل فوضوه إليه مشبهة، جهلاً منهم بكتاب ربنا وسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقلة معرفتهم بلغة العرب الذين بلغتهم خوطبنا، وقد ذكرنا من الكتاب والسنة ذكر وجه ربنا بما فيه الغنية والكفاية، ونزيده شرحاً؛ فاسمعوا الآن أيها العقلاء ما يذكر من جنس اللغة السائرة بين العرب هل يقع اسم المشبهة على