للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهيمن العزيز الجبار المتكبر} (١)، وسمى بعض الكفار متكبراً جباراً فقال: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (٢). وبارئنا جل وعز الحفيظ العليم، وخبرنا أن يوسف عليه السلام قال للملك: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (٣)، وقال: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عليم} (٤) وقال: {بِغُلَامٍ حليم} (٥) قال: الحليم والعليم اسمان لمعبودنا جل وعلا قد سمى الله بهما بعض بني آدم، ولو لزم -يا ذوي الحجا- أهل السنة والآثار إذ أثبتوا لمعبودهم يدين كما ثبتهما الله لنفسه، وثبتوا له نفساً عز ربنا وجل، والله سميع بصير يسمع ويرى؛ ما ادعى هؤلاء الجهلة عليهم أنهم مشبهة؛ للزم كل من سمى الله ملكاً أو عزيزاً أو عظيماً ورؤوفاً ورحيماً وجباراً ومتكبراً أنه قد شبه خالقه عز وجل بخلقه، حاش لله أن يكون من وصف الله جل وعلا بما وصف الله نفسه في كتابه، أو على لسان نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مشبهاً خالقه بخلقه.

فأما احتجاج الجهمية على أهل السنة والآثار في هذا النحو بقوله {ليس كمثل شيءٌ وهو السميع البصير} (٦) فمن القائل: إن


(١) الحشر الآية (٢٣).
(٢) غافر الآية (٣٥).
(٣) يوسف الآية (٥٥).
(٤) الذاريات الآية (٢٨) ..
(٥) الصافات الآية (١٠١).
(٦) الشورى الآية (١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>