للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال رحمه الله: كفى به شقوة لمن سب عثمان أو أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" (١) وقوله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه: "لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد أذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه" (٢). ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه". (٣)

وقال رحمه الله: قلت: والذي يسب عثمان رضي الله عنه لا يضر عثمان، وإنما يضر نفسه. عثمان - رضي الله عنه - قد شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يقتل شهيداً مظلوماً، وبشره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة رضي الله عنه في غير حديث، رواه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ورواه عنه سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل - رضي الله عنه -، ورواه عبد الرحمن بن عوف، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم: أن عثمان - رضي الله عنه -


(١) الطبراني (١٢/ ١٤٢/١٢٧٠٩) من حديث ابن عباس. قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢١): "فيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف". الخطيب في التاريخ (١٤/ ٢٤١) من حديث أنس. وزاد "لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً". فيه علي ابن يزيد الصدائي. قال في التقريب: "فيه لين". وفيه أيضاً أبو شيبة الجوهري، وهو ضعيف كما في التقريب. ابن أبي عاصم (٢/ ٤٨٣/١٠٠١) عن عطاء مرسلاً دون قوله: "والملائكة ... " ورمز له السيوطي في الجامع بالحسن (انظر فيض القدير ٦/ ١٤٦). وقال الشيخ الألباني رحمه الله -بعد أن ذكر طرق وشواهد الحديث-: "وبالجملة فالحديث بمجموع طرقه حسن عندي على أقل الدرجات، والله أعلم" (الصحيحة: ٢٣٤٠).
(٢) أحمد (٥/ ٥٤و٥٥) والترمذي (٥/ ٦٥٣/٣٨٦٢) وقال: "هذا حديث غريب". وصححه ابن حبان (١٦/ ٢٤٤/٧٢٥٦). قال المناوي في فيض القدير (٢/ ٩٨): "فيه عبد الرحمن بن زياد، قال الذهبي: لا يعرف. وفي الميزان: في الحديث اضطراب".
(٣) أحمد (٣/ ١١) والبخاري (٧/ ٢٤/٣٦٧٣) ومسلم (٤/ ١٩٦٧ - ١٩٦٨/ ٢٥٤١) وأبو داود (٥/ ٤٥/٤٦٥٨) والترمذي (٥/ ٦٥٣/٣٨٦١) عن أبي سعيد الخذري.

<<  <  ج: ص:  >  >>