للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوازل؛ فيشير مشورة ناصح مشفق محب، فكثير من سيرتهم بمشورته جرت، فقبض أبو بكر رضي الله عنه فحزن لفقده حزناً شديداً، وقتل عمر رضي الله عنه فبكى عليه بكاءً طويلاً، وقتل عثمان رضي الله عنه ظلماً؛ فبرأه الله عز وجل من دمه، وكان قتله عنده ظلماً مبيناً.

ثم ولي الخلافة بعدهم، فعمل بسنتهم، وسار سيرتهم، واتبع آثارهم، وسلك طريقهم، وروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضائلهم، وخطب الناس في غير وقت؛ فذكر شرفهم، وذم من خالفهم، وتبرأ من عدوهم، وأمر باتباع سنتهم وسيرتهم، فرضي الله عنه وعنهم

وقال رحمه الله: فلن يحبهم إلا مؤمن تقي، قد وفقه الله عز وجل للحق ولن يتخلف عن محبتهم، أو عن محبة واحد منهم إلا شقي قد خطي به عن طريق الحق؛ ومذهبنا فيهم أنا نقول في الخلافة والتفضيل: أبو بكر؛ ثم عمر؛ ثم عثمان؛ ثم علي رضي الله عنهم.

ويقال: رحمكم الله أنه لا يجتمع حب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إلا في قلوب أتقياء هذه الأمة. (١)

- وقال رحمه الله: لقد خاب وخسر من أصبح وأمسى وفي قلبه بغض لعائشة رضي الله عنها أو لأحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لأحد من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرضي الله عنهم أجمعين ونفعنا بحبهم. (٢)

- وقال رحمه الله: من جاء إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يطعن في


(١) الشريعة (٣/ ٤١٢ - ٤١٣).
(٢) الشريعة (٣/ ٤٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>