للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد أن يبحث عن القدر فيكذب بمقادير الله الجارية على العباد، فيضل عن طريق الحق، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما هلكت أمة قط إلا بالشرك بالله عز وجل، وما أشركت أمة حتى يكون بدو أمرها وشركها التكذيب بالقدر» (١) قال محمد بن الحسين رحمه الله: ولولا أن الصحابة رضي الله عنهم لما بلغهم عن قوم ضلال شردوا عن طريق الحق، وكذبوا بالقدر، فردوا عليهم قولهم، وسبوهم وكفروهم، وكذلك التابعون لهم بإحسان سبوا من تكلم بالقدر وكذب به ولعنوهم ونهوا عن مجالستهم، وكذلك أئمة المسلمين ينهون عن مجالسة القدرية وعن مناظرتهم. وبينوا للمسلمين قبيح مذاهبهم. فلولا أن هؤلاء ردوا على القدرية لم يسع من بعدهم الكلام على القدر، بل الإيمان بالقدر: خيره وشره، واجب قضاء وقدر، وما قدر يكن، وما لم يقدر لم يكن، فإذا عمل العبد بطاعة الله عز وجل، علم أنها بتوفيق الله له فيشكره على ذاك. وإن عمل بمعصيته ندم على ذلك، وعلم أنها بمقدور جرى عليه، فذم نفسه واستغفر الله عز وجل. هذا مذهب المسلمين.

وليس لأحد على الله عز وجل حجة، بل لله الحجة على خلقه. قال الله عز وجل: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (١٤٩)} (٢) ثم اعلموا رحمنا الله وإياكم: أن مذهبنا في القدر أن القدر أن نقول: إن الله عز


(١) أخرجه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: ابن أبي عاصم (١/ ١٤١/٣٢٢) والآجري في الشريعة (١/ ٣٨٠/٤٢٥) وابن بطة (٢/ ١٠٧/١٥٢٤)، اللالكائي (٤/ ٦٩٠/١١١٣ و١١١٤). قال الشيخ الألباني رحمه الله في رياض الجنة: "إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير يحيى بن القاسم وأبيه فإنهما لا يعرفان، وإن وثقهما ابن حبان. وعمر بن يزيد النصري مختلف فيه".
(٢) الأنعام الآية (١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>