للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال رحمه الله: لقد شقي من خالف هذه الطريقة، وهم القدرية. فإن قال قائل: هم عندك أشقياء؟ قلت: نعم فإن قال قائل: بم ذا؟ قلت: كذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسماهم مجوس هذه الأمة، وقال: «إن مرضوا، فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم» (١).

اهـ (٢)

- وقال رحمه الله: هذه حجتنا على القدرية: كتاب الله تعالى، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وسنة أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وقول أئمة المسلمين، مع تركنا للجدال والمراء والبحث عن القدر، فإنا قد نهينا عنه، وأمرنا بترك مجالسة القدرية، وأن لا نناظرهم، ولا نفاتحهم على سبيل الجدل، بل يهجرون ويهانون ويذلون، ولا يصلى خلف واحد منهم، ولا تقبل شهادتهم ولا يزوج، وإن مرض لم يعد وإن مات لم يحضر جنازته، ولم تجب دعوته في وليمة إن كانت له، فإن جاء مسترشداً أرشد على معنى النصيحة له، فإن رجع فالحمد لله، وإن عاد إلى باب الجدل والمراء لم نلتفت عليه، وطرد وحذر منه، ولم يكلم ولم يسلم عليه. (٣)

- وقال: يقال للقدري: يا من لعب به الشيطان، يا من ينكر أن الله


(١) أخرجه من حديث ابن عمر: أبو داود (٥/ ٦٦ - ٦٧/ ٤٦٩١) والحاكم (١/ ٨٥) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن ابن عمر به. وأبو حازم لم يسمع من ابن عمر.

وقد تابع عبد العزيز بن أبي حازم زكريا بن منظور، قال: حدثنا أبو حازم عن نافع عن ابن عمر به، أخرجه الآجري في الشريعة (١/ ٣٧٨/٢٢٠). وتابع أبا حازم عمر بن عبد الله مولى غفرة كما عند أحمد (٢/ ١٢٥).
وللحديث شواهد من حديث أنس وحذيفة وجابر يرتقي بها الحديث إلى الحسن، انظر تخريج السنة لابن أبي عاصم (١/ ١٤٤ - ١٤٥/ ٣٢٨ - ٣٢٩).
(٢) الشريعة (١/ ٣٣٨ - ٣٣٩).
(٣) الشريعة (١/ ٤٤٥ - ٤٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>