للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه سميع بصير. ثم ذكر الأحاديث في إثبات الوجه، وفي إثبات السمع والبصر، والآيات الدالة على ذلك. ثم قال: ثم إن الله تعالى تعرف إلى عباده المؤمنين، أن قال: له يدان قد بسطهما بالرحمة، وذكر الأحاديث في ذلك، ثم ذكر شعر أمية بن أبي الصلت. ثم ذكر حديث: «يلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع فيها رجله» وهي رواية البخاري وفي رواية أخرى يضع عليها قدمه (١). ثم رواه مسلم البطين عن ابن عباس: أن الكرسي موضع القدمين وأن العرش لا يقدر قدره إلا الله (٢)،

وذكر قول مسلم البطين نفسه، وقول السدي، وقول وهب بن منبه، وأبي مالك وبعضهم يقول: موضع قدميه، وبعضهم يقول واضع رجليه عليه. ثم قال: فهذه الروايات قد رويت عن هؤلاء من صدر هذه الأمة موافقة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - متداولة في الأقوال، ومحفوظة في الصدر، ولا ينكر خلف عن السلف، ولا ينكر عليهم أحد من نظرائهم، نقلتها الخاصة والعامة


(١) انظر تخريجه في مواقف عبد العزيز الماجشون سنة (١٦٤هـ).
(٢) أخرجه موقوفاً على ابن عباس: عبد الله بن أحمد في السنة (١/ ٣٠٤/٥٩٠) وابن أبي شيبة في العرش (٧٩/ ٦١) وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٢٤٨ - ٢٤٩/ ١٥٤و١٥٦) وأبو الشيخ في العظمة (٢/ ٥٨٢و٥٨٤/ ٢١٦و٢١٧) والطبراني (١٢/ ٣٩/١٢٤٠٤) والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ١٩٦/٧٥٨) والحاكم في المستدرك (٢/ ٢٨٢) وصححه ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في المجمع (٦/ ٣٢٣) وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه ابن جرير في التفسير (٥/ ٣٩٨/٥٧٩٢) (تحقيق شاكر) موقوفاً على مسلم البطين.

وقد روي هذا الأثر مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، أخرجه الخطيب في التاريخ (٩/ ٢٥١) وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٢٢) من طريق شجاع بن مخلد الفلاس حدثنا أبو عاصم عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً. وقال -أي ابن الجوزي-: "هذا الحديث وهم شجاع بن مخلد في رفعه، فقد رواه أبو مسلم الكجي وأحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن أبي عاصم فلم يرفعاه، ورواه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع كلاهما عن سفيان فلم يرفعاه. بل وقفاه على ابن عباس وهو الصحيح".
وانظر كتابنا المفسرون بين التأويل والإثبات (٤/ ١٦٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>