للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين ذكرناهم ونذكرهم أيضاً؛ كفار غالية، قد خرجوا من التوحيد والإسلام، وسأذكر الحجة عليهم في الحجاج على أصناف الملحدين. (١)

- وقال: وما قصد هشام -أي ابن الحكم الرافضي- بقوله في الإمامة قصد التشيع ولا محبة أهل البيت، ولكن طلب بذلك هدَّ أركان الإسلام، والتوحيد، والنبوة، فأراد هدمه، وانتحل في التوحيد التشبيه، فهدم ركن التوحيد، وساوى بين الخالق والمخلوق، ثم انتحل محبة أهل البيت ونشر عنهم وطعن على الكتاب والسنة، وكفر الأمة التي هي حجة الله على خلقه بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكفرهم ونسب إليهم الردة والنفاق، فعمل على هدم الإسلام العمل الذي لم يقدم عليه أحد من أعداء الإسلام، فالله يحكم فيه يوم القيامة بسوء كيده.

فزعم هشام لعنه الله أن النبي عليه الصلاة والسلام نص على إمامة علي في حياته بقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٢) وبقوله لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي» (٣)، وبقوله: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» (٤)، وبقوله لعلي: «تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» (٥)، وأنه وصي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخليفته في ذريته وهو خليفة الله في أمته،


(١) التنبيه والرد على أهل الأهواء (٢٤).
(٢) تقدم تخريجه في مواقف الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي سنة (١٤٥هـ).
(٣) تقدم تخريجه ضمن مواقف سعيد بن محمد الحداد المغربي سنة (٣٠٢هـ).
(٤) أخرجه الطبراني (١١/ ٦٥ - ٦٦/ ١١٠٦١) والحاكم (٣/ ١٢٦) من حديث ابن عباس وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأبو الصلت ثقة مأمون". وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: "بل موضوع وقال عن أبي الصلت: لا والله لا ثقة ولا مأمون".
(٥) أحمد (٣/ ٨٢) والحاكم (٣/ ١٢٢ - ١٢٣) وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وابن حبان في صحيحه (الإحسان: ١٥/ ٣٨٥/٦٩٣٧)، قال الهيثمي في المجمع (٩/ ١٣٣): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير خطر بن خليفة وهو ثقة".

<<  <  ج: ص:  >  >>