للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد أن يتكلم بكلام الله. وقال الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (١)

وقال عزوجل: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ} (٢) وقال عزوجل: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ} (٣) وقوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} (٤) ليس ذلك حدث الخلق، إنما هو حدوث أمر، كما قال الله عزوجل: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (١)} (٥) وقال ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحدث من أمره شيئا، وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة» (٦). وقوله عزوجل: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} (٧) يريد: ذكر القرآن لهم، وتلاوته عليهم، وعلمهم به، كل ذلك محدث، فالمذكور المتلو المعلوم غير محدث، كما أن ذكر العبد لله محدث، والمذكور غير محدث. وروي عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عزوجل:


(١) التوبة الآية (٦) ..
(٢) الأحقاف الآية (٢٩).
(٣) الجن الآيتان (١و٢)
(٤) الأنبياء الآية (٢).
(٥) الطلاق الآية (١).
(٦) أخرجه أحمد (١/ ٣٧٧) والبخاري (١٣/ ٦٠٧) تعيلقا وأبو داود (١/ ٥٦٧ - ٥٦٨/ ٩٢٤) والنسائي (٣/ ٢٣/١٢٢٠) وصححه ابن حبان (٦/ ١٥ - ١٦/ ٢٢٤٣).
(٧) الأنبياء الآية (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>