للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} (١) قال: غير مخلوق. وقال سفيان بن عيينة: بين الله الخلق من الأمر، فقال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} (٢) وقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣)} (٣) فلم يجمع القرآن مع الإنسان في الخلق، بل أوقع اسم الخلق على الإنسان، والتعليم على القرآن. وقال الله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} (٤)

وقال الله عزوجل: {مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} (٥). عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال: ما نمت هذه الليلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أي شيء؟» قال: لدغتني عقرب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق، لم يضرك إن شاء الله» (٦). هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من وجه آخر عن أبي صالح.

وفي هذا الحديث وفي أمثاله مما جاء فيه الاستعاذة بكلمات الله دليل


(١) الزمر الآية (٢٨).
(٢) الأعراف الآية (٥٤).
(٣) الرحمن الآيات (١ - ٣).
(٤) الكهف الآية (١٠٩) ..
(٥) لقمان الآية (٢٧).
(٦) أخرجه: أحمد (٢/ ٣٥٧) ومسلم (٤/ ٢٠٨١) وأبو داود (٤/ ٢٢١/٣٨٩٨) والترمذي في الدعوات كما في التحفة (١٠/ ٤٨/٣٨٣٩) (سقط الحديث من طبعة الشيخ أحمد شاكر وأثبتناه من تحفة الأحوذي) والنسائي في الكبرى (٦/ ١٥٢/١٠٤٥٢) وابن ماجه (٢/ ١١٦٢/٣٥١٨). وفي الباب عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>