للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن آية أشد علي من قوله: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} (١)

قال: فقلت القرآن يشق عليك؟ والله لا أكلمك أبدا فما كلمته حتى مات، فرحم الله عون بن معمر، والآثار في ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - متواترة لا تحصى، من ذلك قوله: «كل شيء بقدر» (٢)، وقوله: «لا تسأل المرأة طلاق أختها ولتنكح فإنما لها ما قدر لها» (٣) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون»، فقال رجل ففيم العمل؟ فقال رسول الله: «إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار» (٤)، وقول آدم لموسى في حديث محاجته: أفتلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق (٥) وبالله التوفيق. (٦)


(١) الأعراف الآية (١٥٥) ..
(٢) انظر تخريجه في مواقف ابن عبد البر سنة (٤٦٣هـ).
(٣) تقدم في مواقف ابن عبد البر سنة (٤٦٣هـ).
(٤) أحمد (٤/ ١٨٦) من حديث عبد الرحمن بن قتادة وصححه ابن حبان (٢/ ٥٠/٣٣٨) والحاكم (١/ ٣١) ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي (٧/ ١٨٦) وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات"، وفي الباب عن عدة من الصحابة كأنس وأبي موسى وحكيم بن حزام وأبي سعيد وابن عمر ومعاذ وغيرهم.
(٥) تقدم في مواقف هارون الرشيد سنة (١٩٣هـ).
(٦) البيان والتحصيل (١٦/ ٣٦٥ - ٣٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>