إلى المشرق والتقى بعلماء أشاعرة مع ما تعلمه من مكر الشيعة الباطنية. فرجع إلى المغرب ونفسه تتشوق إلى الرئاسة وحب الظهور. فدخل المغرب وهو يحمل في رأسه كل حيلة ومكر وخداع. فادعى أنه الإمام المعصوم. واستخدم في ذلك أنواع الدجل حتى إنه يحكى عنه أنه كان يتفق مع مجموعة فينومهم في القبور ويأتيهم، ويأمرهم بالقيام من قبورهم فيخرجون، ثم يقتلهم حتى لا يخبرون عن دجله. وتذرع أيضا بعقيدة مزج فيها الأشعرية والاعتزال وسماها عقيدة الموحدين. وسمى العقيدة السلفية التي كان عليها المرابطون عقيدة التجسيم على عادة المبتدعة في تشويه العقيدة السلفية.
جاء في السير: قال اليسع ابن حزم: سمى ابن تومرت المرابطين بالمجسمين، وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى عما لا يجب وصفه بما يجب له، مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه ... فكفرهم ابن تومرت لجهلهم العرض والجوهر، وأن من لم يعرف ذلك لم يعرف المخلوق من الخالق، وبأن من لم يهاجر إليه ويقاتل معه فإنه حلال الدم والحريم، وذكر أن غضبه لله وقيامه حسبة. (١)
جاء في المنهاج: وأصحاب ابن تومرت الذي ادعى أنه المهدي يقولون: إنه معصوم، ويقولون في خطبة الجمعة: الإمام المعصوم والمهدي المعلوم، ويقال: إنهم قتلوا بعض من أنكر أن يكون معصوما.
ومعلوم أن كل هذه الأقوال مخالفة لدين الإسلام: للكتاب والسنة