النزول. ومنها قوله: كان الله ولا مكان وليس هو اليوم على ما كان. ومنها مسألة الحرف والصوت. فقالوا له: إذا لم يكن على ما قد كان فقد أثبت له المكان، وإذا لم تنزهه تنزيها تنفي حقيقة النزول فقد أجزت عليه الانتقال. وأما الحرف والصوت فإنه لم يصح عن إمامك الذي تنتمي إليه فيه شيء، وإنما المنقول عنه: أنه كلام الله عز وجل غير مخلوق. وارتفعت الأصوات فقال له صارم الدين: كل هؤلاء على ضلال وأنت على الحق؟ قال: نعم.
ثم ذكر معهم من الصلاة بالجامع قال: فخرج عبد الغني إلى بعلبك ثم سافر إلى مصر، فنزل عند الطحانين، وصار يقرأ الحديث، فأفتى فقهاء مصر بإباحة دمه، وكتب أهل مصر إلى الصفي بن شكر وزير العادل: أنه قد أفسد عقائد الناس، ويذكر التجسيم على رؤوس الأشهاد، فكتب إلى والي مصر بنفيه إلى المغرب فمات قبل وصول الكتاب. (١)
التعليق:
انظر ما كان يعمله علماء الأشاعرة بالعلماء السلفيين: لا رحمة ولا شفقة ولا رجوع إلى النصوص ولا إلى أثر السلف، فعلى الأقل ينبغي أن يكون مخطئا، مع العلم أنه هو صاحب الحق، ولكن العصبية تعمي صاحبها حتى لا يميز ما يقول ويفعل، والله المستعان.
وأما الإمام، فرزقه الله الثبات، فلم يبال لا بالحاكم ولا بالمحكوم ولا بمن يوقد له نار الفتنة. فهنيئا لك يا عالم السلف، أثابك الله ورفع بما لقيته في سبيل عقيدتك الدرجات.