للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلف، وسادة الأئمة، وعلماء الأمة، اتفقت أقوالهم، وتطابقت آراؤهم على الإيمان بالله عز وجل، وأنه أحد فرد صمد، حي قيوم، سميع بصير، لا شريك له ولا وزير، ولا شبيه له ولا نظير، ولا عدل ولا مثل.

وأنه عز وجل موصوف بصفاته القديمة التي نطق بها كتابه العزيز الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)} (١)، وصح بها النقل عن نبيه وخيرته من خلقه محمد سيد البشر، الذي بلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، وجاهد في الله حق جهاده، وأقام الملة، وأوضح المحجة، وأكمل الدين، وقمع الكافرين، ولم يدع لملحد مجالا، ولا لقائل مقالا.

فروى طارق بن شهاب قال: جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر يهود نزلت نعلم اليوم الذي نزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (٢).

فقال: إني لأعلم اليوم الذي نزلت والمكان، نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بعرفة عشية جمعة. (٣)


(١) فصلت الآية (٤٢).
(٢) المائدة الآية (٣).
(٣) أخرجه البخاري (١/ ١٤١/٤٥) ومسلم (٤/ ٢٣١٢/٣٠١٧ [٥،٤،٣]) والترمذي (٥/ ٢٣٣/٣٠٤٣) وقال: "حسن صحيح". والنسائي (٥/ ٢٧٧/٣٠٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>