للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، خيبتنا، وأخرجتنا من الجنة. فقال آدم: أنت موسى، كلمك الله تكليما، وخط لك التوراة بيده، واصطفاك برسالته، فبكم وجدت في كتاب الله {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (١٢١)} (١)؟ قال: بأربعين سنة، قال: فتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟! قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فحج آدم موسى». (٢)

فلا نقول: يد كيد، ولا نكيف، ولا نشبه، ولا نتأول اليدين على القدرتين كما يقول أهل التعطيل والتأويل، بل نؤمن بذلك ونثبت له الصفة من غير تحديد ولا تشبيه، ولا يصح حمل اليدين على القدرتين، فإن قدرة الله عز وجل واحدة، ولا على النعمتين، فإن نعم الله عز وجل لا تحصى، كما قال عز وجل: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (٣) وكل ما قال الله عز وجل في كتابه، وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل، مثل المحبة، والمشيئة والإرادة، والضحك، والفرح، والعجب، والبغض، والسخط، والكره، والرضا، وسائر ما صح عن الله ورسوله، وإن نبت عنها أسماع بعض الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطلين. (٤)


(١) طه الآية (١٢١).
(٢) أحمد (٢/ ٢٤٨،٢٦٨،٢٨٧) والبخاري (٨/ ٥٥٤ - ٥٥٥/ ٤٧٣٦و٤٧٣٨) ومسلم (٤/ ٢٠٤٢ - ٢٠٤٣/ ٢٦٥٢) وأبو داود (٥/ ٧٦ - ٧٨/ ٤٧٠١) والترمذي (٤/ ٣٨٦ - ٣٨٧/ ٢١٣٤) والنسائي في الكبرى (٦/ ٢٨٤ - ٢٨٥/ ١٠٩٨٥ - ١٠٩٨٦) وابن ماجة (١/ ٣١ - ٣٢/ ٨٠).
(٣) إبراهيم الآية (٣٤).
(٤) الاقتصاد في الاعتقاد (ص.١١٢ - ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>