للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: «إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النار، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره» ثم قرأ: {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} (١) رواه مسلم. (٢)

فهذه صفة ثابتة بنص الكتاب وخبر الصادق الأمين، فيجب الإقرار بها، والتسليم كسائر الصفات الثابتة بواضح الدلالات.

وتواترت الأخبار، وصحت الآثار (٣) بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيجب الإيمان به، والتسليم له، وترك الاعتراض عليه، وإمراره من غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول. (٤)

- وقال: ومن صفاته سبحانه الواردة في كتابه العزيز، الثابتة عن رسوله المصطفى الأمين: اليدان. قال الله عز وجل: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (٥) وقال عز وجل: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (٦). وروى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: التقى آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا،


(١) النمل الآية (٨).
(٢) أحمد (٤/ ٣٩٥و٤٠١) ومسلم (١/ ١٦١/١٧٩ [٢٩٥]) وابن ماجة (١/ ٧٠/١٩٥).
(٣) منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه أحمد (٢/ ٢٥٨) والبخاري (٣/ ٣٦/١١٤٥) ومسلم (١/ ٥٢/٧٥٨) وأبو داود (٢/ ٧٧/١٣١٥) والترمذي (٢/ ٣٠٧/٤٤٦) والنسائي في الكبرى (٦/ ١٢٣/١٠٣١١) وابن ماجه (١/ ٤٣٥/١٣٦٦).
(٤) الاقتصاد في الاعتقاد (ص.٩٦ - ١٠٠).
(٥) المائدة الآية (٦٤).
(٦) ص الآية (٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>