للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨)} (١) فما زال يكررها حتى أصبح (٢)، ثم قرأها في صلاة الصبح ...

وقد ثبت أن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في سرية فبات ربيئة لأصحابه فقام يصلي فجاءه العدو فرماه بسهم فأصابه فلم يتحرك من موضعه ولم يقطع صلاته، ثم رماه بسهم آخر فلم يقطع صلاته، ثم رماه فلم يقطع حتى أكمل السورة وسلم وأعلم أصحابه فعدلوه على ذلك فقال ما معناه: والله لو أتى على نفسي ما قطعت تلك السورة لأني وجدت حلاوتها. (٣)

وقد تقدم من حديث العرباض بن سارية أنه قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. (٤)

وفي حديث حنظلة الأسيدي أنه لقيه أبو بكر وهو يقول: نافق حنظلة، فقال: مالك؟ فقال: نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرنا بالجنة والنار كأنهما رأي العين، فإذا خرجنا من عنده عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيراً، فقال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) المائدة الآية (١١٨).
(٢) أخرجه: أحمد (٥/ ١٧٠و١٧٧) والنسائي (٢/ ٥١٩/١٠٠٩) وابن ماجه (١/ ٤٢٩/١٣٥٠) وقال البوصيري في الزوائد: "إسناده صحيح ورجاله ثقات". وصححه الحاكم (١/ ٢٤١). ووافقه الذهبي من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
(٣) علقه البخاري (١/ ٣٧١ (الفتح)) ووصله أحمد (٣/ ٣٤٣ - ٣٤٤،٣٥٩) وأبو داود (١/ ١٣٦ - ١٣٧/ ١٩٨) وصححه ابن حبان (٣/ ٣٧٥ - ٣٧٦/ ١٠٩٦) وابن خزيمة (١/ ٢٤ - ٢٥/ ٣٦) والحاكم (١/ ١٥٦ - ١٥٧) ووافقه الذهبي من حديث جابر رضي الله عنه. وانظر صحيح أبي داود (١/ ٣٥٧).
(٤) تقدم تخريجه في مواقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة (٢٣هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>