للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَتَرَبَّصُوا} (١). وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والله إني لأخشاكم لله وأعلمكم بحدوده» (٢) وقال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» (٣) وقال له عمر يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، قال: لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك، قال: فلأنت أحب إلي من نفسي، قال: الآن يا عمر».

وهذه الأحاديث ونحوها في الصحاح، وفيها بيان تفاضل الحب والخشية وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} (٤) وهذا أمر يجده الإنسان في نفسه، فإنه قد يكون الشيء الواحد يحبه تارة أكثر مما يحبه تارة، ويخافه تارة أكثر مما يخافه تارة، ولهذا كان أهل المعرفة من أعظم الناس قولا بدخول الزيادة والنقصان فيه، لما يجدون من ذلك في أنفسهم، ومن هذا قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣)} (٥) وإنما زادهم طمأنينة وسكونا.


(١) التوبة الآية (٢٤).
(٢) أحمد (٦/ ١٨١) والبخاري (١٣/ ٣٤٢/٧٣٠١) ومسلم (٤/ ١٨٢٩/٢٣٥٦) عن عائشة رضي الله عنها.
(٣) أحمد (٣/ ١٧٧و٢٧٥) والبخاري (١/ ٨٠/١٥) ومسلم (١/ ٦٧/٤٤) والنسائي (٨/ ٤٨٨/٥٠٢٨) وابن ماجه (١/ ٢٦/٦٧) من حديث أنس رضي الله عنه.
(٤) البقرة الآية (١٦٥).
(٥) آل عمران الآية (١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>