للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» (١).اهـ (٢)

- وقال: الاستثناء في الإيمان سنة عند أصحابنا، وأكثر أهل السنة، وقالت المرجئة والمعتزلة، لا يجوز الاستثناء فيه بل هو شك، والاستثناء أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو، أو آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله، أو إن كنت تريد الإيمان الذي يعصم دمي فنعم، وإن كنت تريد {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (٣) فالله أعلم. (٤)

- وقال: وطوائف "أهل الأهواء" من الخوارج والمعتزلة، والجهمية والمرجئة، كراميهم وغير كراميهم يقولون: إنه لا يجتمع في العبد إيمان ونفاق، ومنهم من يدعي الإجماع على ذلك، وقد ذكر أبو الحسن في بعض كتبه الإجماع على ذلك، ومن هنا غلطوا فيه، وخالفوا فيه الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان مع مخالفة صريح المعقول؛ بل الخوارج والمعتزلة طردوا هذا الأصل الفاسد، وقالوا: لا يجتمع في الشخص الواحد طاعة يستحق بها الثواب ومعصية يستحق بها العقاب، ولا يكون الشخص الواحد محمودا من وجه مذموما من وجه، ولا محبوبا مدعوا له من وجه مسخوطا ملعونا من وجه، ولا يتصور أن الشخص الواحد يدخل الجنة والنار جميعا عندهم، بل من دخل


(١) أحمد (٢/ ٤٧٢) وأبو داود (٥/ ٦٠/٤٦٨٢) والترمذي (٣/ ٤٦٦/١١٦٢) وقال: "حديث حسن صحيح". الحاكم (١/ ٣) وصححه ووافقه الذهبي. ابن حبان الإحسان (٢/ ٢٢٧/٤٧٩) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي الباب عن عائشة وابن عباس وغيرهم.
(٢) مجموع الفتاوى (٧/ ٥٦٢ - ٥٦٤).
(٣) الأنفال الآية (٢).
(٤) مجموع الفتاوى (٧/ ٦٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>