للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمة، وأن يري الناس عورته ويغريه بكشفها، ونعوذ بالله من الخذلان.

ولقد أحسن القائل:

ما آن للسرداب أن يلد الذي فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... حملتموه بزعمكم ما آنا

ثلثتم العنقاء والغيلانا (١)

- وفيه: ولهذا كان الصحابة أعرف الأمة بالإسلام وتفاصيله، وأبوابه وطرقه، وأشد الناس رغبة فيه، ومحبة له، وجهادا لأعدائه، وتكلما بأعلامه، وتحذيرا من خلافه، لكمال علمهم بضده، فجاءهم الإسلام كل خصلة منه مضادة لكل خصلة مما كانوا عليه، فازدادوا له معرفة وحبا، وفيه جهادا، بمعرفتهم بضده، وذلك بمنزلة من كان في حصر شديد وضيق ومرض وفقر وخوف ووحشة، فقيض الله له من نقله منه إلى فضاء وسعة وأمن وعافية وغنى وبهجة ومسرة، فإنه يزداد سروره وغبطته ومحبته بما نقل إليه بحسب معرفته بما كان فيه. (٢)

- وقال في فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

نطقت بفضله الآيات والأخبار، واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، فيا مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار، كلما تليت فضائله علا عليهم الصغار. أترى لم يسمع الروافض الكفار {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} (٣)؟ دعي إلى الإسلام فما تلعثم ولا أبى، وسار على المحجة فما زل ولا


(١) مفتاح دار السعادة (١/ ٤٥٢ - ٤٥٣).
(٢) مفتاح دار السعادة (٢/ ٢٨٨ - ٢٨٩).
(٣) التوبة الآية (٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>