للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلام وشرف قدره وعلوه وجلالته، حتى قال فيه رأس الكفر "والله إن لكلامه لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لجنى، وإنه ليعلو وما يعلى، وما يشبه كلام البشر".

ولم يدع أعداء الرسول، الذين جاهروه بالمحاربة، والعداوة، أن ظاهر كلامه أبطل الباطل، وأبين المحال، وهو وصف الخالق سبحانه بأقبح الهيئات والصور، ولو كان ذلك ظاهر القرآن، لكان ذلك من أقرب الطرق لهم إلى الطعن فيه، وقالوا: كيف يدعونا إلى عبادة رب له وجه عليه عيون كثيرة، وجنب واحد، وساق واحد، وأيد كثيرة، فكيف كانوا يسكتون له على ذلك، وهم يوردون عليه ما هو أقل من هذا بكثير.

ثم استطرد في الرد عليهم من أحد عشر وجها (١). فليرجع إليها من شاء الاستفادة.

- وقال رحمه الله في القصيدة النونية (٢):

فصل في بيان أن المصيبة التي حلت بأهل التعطيل والكفران من جهة الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان:

يا قوم أصل بلائكم أسماء لم ... ينزل بها الرحمن من سلطان

هي عكستكم غاية التعكيس واقتـ ... ـلعت دياركم من الأركان

فتهدمت تلك القصور وأوحشت ... منكم ربوع العلم والإيمان

والذنب ذنبكم قبلتم لفظها ... من غير تفصيل ولا فرقان


(١) الصواعق المرسلة (١/ ٢٣٨ - ٢٤١).
(٢) شرح القصيدة النونية (٢/ ١٦٥ - ١٧١) (هراس).

<<  <  ج: ص:  >  >>