للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك الطريقة، وذكرت أن كل من يجزر عن ذلك الفعل، يحتج بحضور الفقهاء معهم، ولو كان حراما أو مكروها لم يحضروا معهم.

والجواب والله الموفق للصواب: إن اجتماعهم للذكر على صوت واحد إحدى البدع المحدثات التي لم تكن في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا في زمن الصحابة ولا من بعدهم، ولا عرف ذلك قط في شريعة محمد عليه السلام، بل هو من البدع التي سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضلالة، وهي مردودة. ففي الصحيح أنه عليه السلام قال: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» (١). يعني فهو مردود وغير مقبول، فذلك الذكر الذي يذكرونه غير مقبول. وفي رواية «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو مردود» (٢) وفي الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في خطبته: «أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة» (٣). وفي رواية «وكل محدثة بدعة وكل بدعة في النار». وهذا الحديث يدل على أن صاحب البدعة في النار. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

وعن الحسن البصري أنه سئل وقيل له: ما ترى في مجلسنا هذا؟ قوم من أهل السنة والجماعة لا يطعنون على أحد نجتمع في بيت هذا يوما فنقرأ كتاب الله وندعو الله ربنا، ونصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - وندعو لأنفسنا ولعامة


(١) أحمد (٦/ ٢٤٠) والبخاري (٥/ ٣٧٧/٢٦٩٧) ومسلم (٣/ ١٣٤٣/١٧١٨) وأبو داود (٥/ ١٢/٤٦٠٦) وابن ماجه (١/ ٧/١٤) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٢) أحمد (٦/ ١٨٠) ومسلم (٣/ ١٣٤٣ - ١٣٤٤/ ١٧١٨ (١٨)).
(٣) أحمد (٣/ ٣١٠ - ٣١١) ومسلم (٢/ ٥٩٢/٨٦٧) والنسائي (٣/ ٢٠٩ - ٢١٠/ ١٥٧٧) وابن ماجه (١/ ١٧/٤٥) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>