للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (١) فإذا لم يكن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسطا فمن يكون غيرهم. (٢)

- وقال: ومنها أنهم جعلوا مخالفة أهل السنة والجماعة، الذين هم على ما عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أصلا للنجاة، فصاروا كلما فعل أهل السنة تركوه وإن تركوا شيئا فعلوه، فخرجوا بذلك عن الدين رأسا، فإن الشيطان سول لهم وأملى لهم، وادعوا بأن هذه المخالفة علامة أنهم الفرقة الناجية. وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «الفرقة الناجية هي السواد الأعظم» (٣) و «ما أنا عليه وأصحابي» (٤). فلينظر إلى الفرق ومعتقداتهم وأعمالهم، فما وافقت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه هي الفرقة الناجية، وأهل السنة هم المتبعون لآثاره - صلى الله عليه وسلم - وآثار أصحابه كما لا يخفى على منصف ينظر بعين الحق، فهم أحق أن يكونوا الفرقة الناجية، وآثار النجاة الظاهرة فيهم لاستقامتهم على الدين من غير تحريف، وظهور مذهبهم وشوكتهم في غالب البلاد، ووجود العلماء المحققين والمحدثين والأولياء والصالحين فيهم، وقد نزع الولاية عن الرافضة، فما سمع فيهم ولي قط. (٥)


(١) البقرة الآية (١٤٣).
(٢) رسالة في الرد على الرافضة، انظر مؤلفات محمد بن عبد الوهاب (١١/ ١٥ - ١٦).
(٣) أخرجه: ابن أبي عاصم في السنة (١/ ٣٤/٦٨)، الطبراني في الكبير (٨/ ٢٦٨/٨٠٣٥) وفي الأوسط (٨/ ٩٨/٧١٩٨) البيهقي (٨/ ١٨٨) من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - وذكره الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٥٨) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وفيه أبو غالب وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجال الأوسط ثقات، وكذلك أحد إسنادي الكبير".
(٤) أخرجه الترمذي (٥/ ٢٦/٢٦٤١) والحاكم (١/ ١٢٨ - ١٢٩) من طريق عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا. وفيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي. وقال فيه الحافظ: "ضعيف في حفظه"، ولكن للحديث شواهد، كشاهد أبي هريرة ومعاوية وأنس وعوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنهم -.
(٥) رسالة في الرد على الرافضة، انظر مؤلفات محمد بن عبد الوهاب (١١/ ٣٠ - ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>