فإن الدين: هو ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب والسنة. وما دلت عليه أدلة الكتاب والسنة: فهو من الدين. وما خالف ذلك: فهو البدعة. هذا هو الضابط الجامع.
وتنقسم البدعة بحسب حالها إلى قسمين: بدع اعتقاد، ويقال لها: البدع القولية، وميزانها قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي في السنن:«وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: كلها في النار، إلا واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال:«من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي»(١).
فأهل السنة المحضة: السالمون من البدع، الذين تمسكوا بما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الأصول كلها، أصول التوحيد والرسالة والقدر، ومسائل الإيمان وغيرها.
وغيرهم من خوارج ومعتزلة وجهمية وقدرية ورافضة ومرجئة، ومن تفرع عنهم: كلهم من أهل البدع الاعتقادية، وأحكامهم متفاوتة بحسب بعدهم عن أصول الدين وقربهم، وبحسب عقائدهم أو تأويلهم، وبحسب سلامة أهل السنة من شرهم في الأقوال والأفعال وعدمه. وتفصيل هذه الجملة يطول جدا.
والنوع الثاني: بدع عملية، وهو أن يشرع في الدين عبادة لم يشرعها الله ولا رسوله. وكل عبادة لم يأمر بها الشارع أمر إيجاب، أو استحباب، فإنها من البدع العملية، وهي داخلة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من عمل عملا ليس عليه