للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلت المناظرة.

قال الشيخ: أريد أن أناظرك في مسألة واحدة إن ثبتت ثبتت الطريقة كلها، وإن بطلت بطلت الطريقة كلها، قلت: ما هي؟ قال: ادعاء التجاني أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة لا مناما وأعطاه هذه الطريقة بما فيها من الفضائل، فإن ثبتت رؤيته للنبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة وأخذه منه فأنت على حق وأنا على باطل، والرجوع إلى الحق حق، وإن بطل ادعاؤه ذلك فأنا على حق وأنت على باطل، فيجب عليك أن تترك الباطل وتتمسك بالحق. ثم قال: تبدأ أنت أو أبدأ أنا؟ فقلت: ابدأ أنت. فقال: عندي أدلة كل واحد منها كاف في إبطال دعوى التجاني. قلت: هات ما عندك وعلي الجواب.

فقال: الأول: أن أول خلاف وقع بين الصحابة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بسبب الخلافة، قالت الأنصار للمهاجرين: منا أمير ومنكم أمير. وقال المهاجرون: إن العرب لا تذعن إلا لهذا الحي من قريش (١) ووقع نزاع شديد بين الفريقين حتى شغلهم عن دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - فبقي ثلاثة أيام بلا دفن صلاة الله وسلامه عليه. فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم ويقول: الخليفة فلان، فينتهي النزاع؟ كيف يترك هذا الأمر العظيم؟ لو كان يكلم أحدا يقظة بعد موته لكلم أصحابه وأصلح بينهم وذلك أهم من ظهوره للشيخ التجاني بعد مضي ألف ومائتي سنة، ولماذا ظهر؟ ليقول له: أنت من الآمنين ومن أحبك من الآمنين ومن أخذ وردك يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب هو


(١) أحمد (١/ ٥٥ - ٥٦) والبخاري (١٢/ ١٧٤ - ١٧٦/ ٦٨٣٠) ومسلم (٣/ ١٣١٧/١٦٩١) وأبو داود (٤/ ٥٨٢ - ٥٨٣/ ٤٤١٨) والنسائي في الكبرى (٤/ ٢٧٣/٧١٥٦) وابن ماجه (٢/ ٨٥٣/٢٥٥٣) عن ابن عباس

<<  <  ج: ص:  >  >>