والده وأولاده وأزواجه لا الحفدة. فكيف يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهور يقظة والكلام لأفضل الناس بعده في أهم الأمور، ويظهر لرجل لا يساويهم في الفضل ولا يقاربهم لأمر غير مهم.
فقلت له: إن الشيخ رضي الله عنه قد أجاب عن هذا الاعتراض في حياته، فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلقي الخاص للخاص والعام للعام في حياته، أما بعد وفاته فقد انقطع إلقاء العام للعام وبقي إلقاء الخاص للخاص لم ينقطع بوفاته، وهذا الذي ألقاه إلى شيخنا من إعطاء الورد والفضائل هو من الخاص للخاص.
فقال: أنا لا أسلم أن في الشريعة خاصا وعاما، لأن أحكام الشرع خمسة، وهذا الورد وفضائله إن كان من الدين فلا بد أن يدخل في الأحكام الخمسة لأنه عمل أعد الله لعامله ثوابا، فهو إما واجب أو مستحب، ولم ينتقل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى حتى بين لأمته جميع الواجبات والمستحبات، وفي صحيح البخاري عن علي بن أبي طالب أنه قيل له: هل خصكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معشر أهل البيت بشيء؟ فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما خصنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء إلا فهما يعطاه الرجل في كتاب الله وإلا ما في هذه الصحيفة، ففتحوها فإذا فيها العقل وفكاك الأسير وألا يقتل مسلم بكافر (١). فكيف لا يخص النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل بيته وخلفاءه بشيء ثم يخص رجلا في آخر الزمان بما يتنافى مع أحكام الكتاب والسنة.
فقلت: إن الشيخ عالم بالكتاب والسنة وفي جوابه مقنع لمن أراد أن
(١) أخرجه: أحمد (١/ ٧٩) والبخاري (١٢/ ٣٠٣/٦٩٠٣) والترمذي (٤/ ١٧/١٤١٢) والنسائي (٨/ ٣٩٢/٤٧٥٨) وابن ماجه (٢/ ٨٨٧/٢٦٥٨).