للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتهجمهم على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذين اختارهم الله لصحبة رسوله، فقاموا معه خير قيام، وآمنوا به، وهاجروا وجاهدوا معه، ونصروه، وبذلوا في سبيل ذلك مهجهم وأولادهم وأوطانهم وأموالهم، وفدوه - صلى الله عليه وسلم - بجميع ذلك.

قال أبو زرعة العراقي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من الصحابة فاعلم أنه زنديق، وذلك أن القرآن حق، والرسول حق، وما جاء به حق، وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة، فمن جرحهم فقد أراد إبطال الكتاب والسنة.

فإذا كان هذا في حق سائر الصحابة، فما بالك بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي هو أفضل الصحابة وأجلهم بعد الصديق بإجماع الأمة والبراهين القاطعة، والذي وردت في فضله الأحاديث الكثيرة والأخبار الشهيرة، ففي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك» (١) وفي الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لقد كان فيمن كان قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فهو عمر» (٢) أي ملهمون. وروى الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه» (٣) وأخرج الترمذي أيضا عن عقبة بن عامر


(١) تقدم تخريجه ضمن مواقف خالد بن يوسف النابلسي سنة (٦٦٣هـ).
(٢) تقدم تخريجه انظر (المهدي بن تومرت محمد بن عبد الله وبدعه في بلاد المغرب سنة (٥٢٤هـ).
(٣) أحمد (٢/ ٩٥) والترمذي (٥/ ٥٧٦ - ٥٧٧/ ٣٦٨٢) وقال: "حسن غريب من هذا الوجه" وابن حبان (الإحسان ١٥/ ٣١٨/٦٨٩٥) وفي الباب عن أبي ذر وأبي هريرة رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>