للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشفاعات، وتتركنا نتخبط في ليل أليل من الجهل بما أنزله الله وأمرنا بالاعتصام به؟ ... أنبتغي الهدى في كتاب من كتب مناقب الطرقيين المحشوة بالخرافات والأكاذيب وغيرها من نتائج الأغراض والحال؟ (١)

- وقال: أخرج أبو عبيد عن أنس مرفوعا: «القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار» (٢) فكيف يجعل هؤلاء القرآن خلفهم، ويسعون في تنقية زواياهم منه، واستبداله بالشطح والرقص على القبور والصلاة عليها، والاجتماع على أذكار مستحدثة وأمداح بالشرك ملوثة مما يضاد القرآن ويقضي بمعارضته في كل آن، ويدعون أنهم من أهل الفضل والدين، وينسبون لأنفسهم المقامات العالية، وهم بمقتضى هذا الحديث وغيره في الدرك الأسفل، ولا سيما إذا قامت على ذلك قرينة على استغنائهم ببعض أذكارهم الملفقة عن القرآن الكريم؛ لاعتقادهم أن منها ما هو أفضل من القرآن بدرجات ومراحل؟ أخرج الشيخان من حديث عثمان: «خيركم -وفي لفظ: إن أفضلكم- من تعلم القرآن وعلمه» (٣) زاد البيهقي في الأسماء: «وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه» (٤) فمن هذا الذي يجرأ بعد هذا على اعتقاد أن بعض الصلوات أو الأذكار التي تلقاها من شيخه، والتي هي من


(١) ضرب نطاق الحصار على أصحاب نهاية الانكسار (ص.٩٩ - ١٠١).
(٢) ابن حبان (١/ ٣٣١ - ٣٣٢/ ١٢٤).
(٣) أخرجه: أحمد (١/ ٥٨) والبخاري (٩/ ٩١/٥٠٢٧) وأبو داود (٢/ ١٤٧/١٤٥٢) والترمذي (٥/ ١٥٩/٢٩٠٧) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". والنسائي في الكبرى (٥/ ١٩/٨٠٣٧) وابن ماجه (١/ ٧٦ - ٧٧/ ٢١١).
(٤) (٢/ ٥٧٨/٥٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>