للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه الترمذي من أن الذي يحيى سنة من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماتت يكون رفيقه في الجنة (١).اهـ (٢)

- وقال في شرحه على العقيدة الواسطية: هذا بيان المنهج لأهل السنة والجماعة في استنباط الأحكام الدينية كلها، أصولها وفروعها، بعد طريقتهم في مسائل الأصول، وهذا المنهج يقوم على أصول ثلاثة: أولها كتاب الله عز وجل، الذي هو خير الكلام وأصدقه، فهم لا يقدمون على كلام الله كلام أحد من الناس. وثانيها: سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما أثر عنه من هدي وطريقة، لا يقدمون على ذلك هدي أحد من الناس. وثالثها: ما وقع عليه إجماع الصدر الأول من هذه الأمة قبل التفرق والانتشار وظهور البدعة والمقالات، وما جاءهم بعد ذلك مما قاله الناس وذهبوا إليه من المقالات وزنوها بهذه الأصول الثلاثة التي هي الكتاب، والسنة، والإجماع، فإن وافقها قبلوه، وإن خالفها ردوه؛ أيا كان قائله. وهذا هو المنهج الوسط، والصراط المستقيم، الذي لا يضل سالكه، ولا يشقى من اتبعه، وسط بين من يتلاعب بالنصوص، فيتأول الكتاب، وينكر الأحاديث الصحيحة، ولا يعبأ بإجماع السلف، وبين من يخبط خبط عشواء، فيتقبل كل رأي، ويأخذ بكل قول، لا يفرق في ذلك بين غث وسمين، وصحيح وسقيم. (٣)


(١) أخرجه: الترمذي (٥/ ٤٤ - ٤٥/ ٢٦٧٨) عن أنس بن مالك بلفظ: « ... ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة» وقال: "حديث حسن غريب". قال الشيخ الألباني في المشكاة (١/ ٦٢/١٧٥): "فيه علي بن زيد وهو ابن جدعان، وهو ضعيف". انظر الضعيفة (٤٥٤٨).
(٢) شرح النونية (٢/ ٣٢١).
(٣) شرح الواسطية (٢٥٦ - ٢٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>