للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قال رحمه الله تعليقا على حديث: «إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى .. » (١): الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله تبارك وتعالى بعد أن فرغ من خلق السموات والأرض استراح، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وهذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء لا يكون إلا من أجل الراحة، سبحانه وتعالى عن ذلك. وأنا أعتقد أن أصل هذا الحديث من الإسرائيليات وقد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب الأحبار، فهذا يؤيد ما ذكرته، وذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله بن عباس وكعب بن عجرة، فكأنهما تلقياه -إن صح عنهما- عن كعب كما هو الشأن في كثير من الإسرائيليات، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. (٢)

- وقال رحمه الله تعالى تعقيبا على حديث: «الرقى والتمائم والتولة شرك» (٣): (الرقى): هي هنا كل ما فيه الاستعاذة بالجن، أو لا يفهم معناها، مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتابهم لفظة (ياكبيكج) لحفظ الكتب من الأرضة زعموا.

و (التمائم): جمع تميمة، وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد


(١) رواه الطبراني (١٩/ ١٣/١٨) والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ١٩٨ - ١٩٩/ ٧٦١) من طريق عبيد بن حنين عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه. وقال: "هذا حديث منكر ولم أكتبه إلا من هذا الوجه ... ". وذكره الهيثمي في المجمع (٨/ ١٠٠) وقال: "رواه الطبراني عن مشايخ ثلاثة جعفر بن سليمان النوفلي وأحمد بن رشدين المصري وأحمد ابن داود المكي فأحمد بن رشدين ضعيف، والاثنان لم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح". والحديث أورده في الضعيفة (٢/ ١٧٧ - ١٨٠/ ٧٥٥) وتكلم عليه بكلام نفيس، فانظره هناك.
(٢) الضعيفة (٢/ ١٧٨/٧٥٥).
(٣) تقدم تخريجه ضمن مواقف عبد الله بن مسعود سنة (٣٢هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>