للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث القدسي المشهور: «يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي ... » (١).

وإذا جوبهوا بهذه الحقيقة، بادروا إلى الاحتجاج بقوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} (٢)، مصرين بذلك على أن الله تعالى قد يظلم، ولكنه لا يسأل عن ذلك! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا!

وفاتهم أن الآية حجة عليهم، لأن المراد بها -كما حققه العلامة ابن القيم في 'شفاء العليل' وغيره- أن الله تعالى لحكمته وعدله في حكمه ليس لأحد أن يسأله عما يفعل، لأن كل أحكامه تعالى عدل واضح، فلا داعي للسؤال.

وللشيخ يوسف الدجوي رسالة مفيدة في تفسير هذه الآية، لعله أخذ مادتها من كتاب ابن القيم المشار إليه آنفا، فليراجع.

هذه كلمة سريعة حول الأحاديث المتقدمة، حاولنا فيها إزالة شبهة بعض الناس حولها، فإن وفقت لذلك، فبها ونعمت، وإلا فإني أحيل القارئ إلى المطولات في هذا البحث الخطير، مثل كتاب ابن القيم السابق، وكتب شيخه ابن تيمية الشاملة لمواضيع هامة هذا أحدها. (٣)

- وقال رحمه الله تعالى تعقيبا على حديث: «لن يدخل أحدا منكم


(١) أحمد (٥/ ١٦٠) ومسلم (٤/ ١٩٩٤ - ١٩٩٥/ ٢٥٧٧) والترمذي (٤/ ٥٦٦ - ٥٦٧/ ٢٤٩٥) وقال: "حديث حسن". وابن ماجه (٢/ ١٤٢٢/٤٢٥٧) عن أبي ذر.
(٢) الأنبياء الآية (٢٣).
(٣) الصحيحة (١/ ١١٥ - ١١٧/ ٤٦ - ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>