للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفيل، وما أدراك ما الفيل، له زلوم طويل، إن ذلك من خلق ربنا لقليل. ومثل قوله: إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك وهاجر، ولا تطع كل ساحر وكافر. ومثل قوله: والطاحنات طحنا، والعاجنات عجنا، والخابزات خبزا، إهالة وسمنا، إن الأرض بيننا وبين قريش نصفين، ولكن قريشا قوم لا يعدلون. (١)

وقال أيضا: وكان مسيلمة قد كتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته: "من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله. أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك" فكتب إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ... " (٢) ولما جاء رسوله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: أتشهد أن مسيلمة رسول الله؟ قال: نعم. قال: لولا أن الرسل لا تقتل لضربت عنقك. ثم بعد هذا أظهر أحد الرسولين الردة بالكوفة، فقتله ابن مسعود، وذكره بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا. وكان مسيلمة قد قدم في وفد بني حنيفة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأظهر الإسلام، ثم لما رجع إلى بلده قال لقومه: "إن محمدا قد أشركني في الأمر معه" واستشهد برجلين: أحدهما الرجال (٣) بن عنفوة، فشهد له بذلك. ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لثلاثة أحدهم أبو هريرة، والثاني الرجال هذا: "إن أحدكم ضرسه في النار أعظم من كذا وكذا" (٤) فاستشهد الثالث في سبيل الله، وبقي أبو هريرة


(١) المنهاج (٨/ ٣٢١ - ٣٢٢).
(٢) ذكره ابن إسحاق بدون سند وعنه ابن هشام في السيرة (٤/ ٦٠٠ - ٦٠١).
(٣) ويروى أيضا بالحاء المهملة، والأكثر على ضبطه بالجيم.
(٤) ذكره سيف بن عمر في الفتوح نقلا عن الاستيعاب (٣/ ١٢٥٨) والإصابة (٥/ ٣٥٨) عن مخلد بن قيس العجلي عن أحمد بن فرات بن حيان قال: خرج فرات والرجال ... الحديث. وهذا إسناد واه لا يصح. وذكره السهيلي في الروض الأنف (٤/ ٢٢٥) بدون إسناد، وعنه ابن كثير في السيرة (٤/ ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>