للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن عبيد -وكان قدريا- فقال المعتصم: أما تدري أن القدرية مجوس هذه الأمة؟ فلم ترو عنه؟ قال: لأنه ثقة في الحديث صدوق. قال: فإن كان المجوسي ثقة فيما يقول أتروي عنه؟ فقال له علي: أنت شغاب يا أبا إسحاق. (١)

وفيه عن حزم قال: سمعت حوشب يقول لعمرو بن عبيد في حبوة الحبس -ما هذا الذي أحدثت؟ قد نبت قلوب إخوانك عنك، هذا الحسن: انطلق حتى نسأله عن هذا الأمر. قال: كسرها الله إذن- يعني رجليه. (٢)

وفيه: سئل ابن عون عن (عمرو بن عبيد) فقال: حدثنا مسلم البطين قال: قال ابن مسعود: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنه لن يهدوكم وقد ضلوا. (٣)

وعن عبد الملك الأصمعي: كنا عند أبي عمرو بن العلاء قال: فجاء عمرو بن عبيد، فقال: يا أبا عمرو! يخلف الله وعده؟ قال: لا. قال: أرأيت من وعده الله على عمل عقابا؛ أليس هو منجزه له؟ فقال له أبو عمرو: يا أبا عثمان! من العجمة أوتيت، لا يعد عارا ولا خلفا، أن تعد شرا ثم لا تفي به؛ بل تعده فضلا وكرما، إنما العار أن تعد خيرا ثم لا تفي به. قال: ومعروف ذلك في كلام العرب؟ قال: نعم. قال: أين هو؟ قال أبو عمرو: قال الشاعر (٤):

لا يرهب ابن العُمْرِ ما عشت صولة ... ولا أختفي من صولة المتهدد

وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي (٥)


(١) أصول الاعتقاد (٤/ ٨١٩ - ٨٢٠/ ١٣٨٣).
(٢) أصول الاعتقاد (٤/ ٨٢٥/١٣٩٤).
(٣) أصول الاعتقاد (٤/ ٨٢٠/١٣٨٤).
(٤) البيتان لعامر بن الطفيل. انظر المعجم المفصل لشواهد اللغة العربية (٢/ ٤١٤).
(٥) الإبانة (٢/ ١١/٣٠١ - ٣٠٢/ ١٩٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>