للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما إليها، وكان عثمان حافظ أحد شخصين يملكان هذه المطبعة الصغيرة، والتي تحتل مكانًا لا يتجاوز ثلاثة أمتار في مثلها، وصدرت صحيفة صوت الحجاز بمكة، واشتد شوق المدينة وأهلها إلى إصدار صحيفة مماثلة تحمل اسم المدينة المنورة، وعقدت الاجتماعات والندوات لتحقيق هذا الحلم وإخراجه من حيِّز الخيال إلى عالم الحقيقة والواقع، وكان قطب الدائرة في هذه الاجتماعات والقاسم المشترك الأعظم فيها هو عثمان حافظ صاحب مطبعة باب الرحمة، وكان توفير المال اللازم لشراء المطبعة ومستلزماتها هو الصخرة التي تحطَّمت عليها الأحلام، وقَرَّر عثمان حافظ أن يقوم بإنجاز المشروع بالتعاون مع أخيه على حافظ، واستبعد الأخوان إشراك أي أحد معهما في هذا المشروع، فقد حذَّرهما والدهما من أحرف كلمة (الشوك) وقال لهما احذرا الشراكة والكفالة والوكالة.

كان السيد على حافظ يملك بقالة حديثة في المدينة المنورة فباعها وضم إلى قيمتها ما كان يملكه من مال وسلمه إلى أخيه عثمان حافظ الذي جمع كل ما لديه من نقود كذلك، وعلم صديق الشابين الشيخ محمود شويل بما عزم عليه الأخوان فقدم إلى عثمان حافظ صرة من النقود تضم خمسا وخمسين جنيهًا ذهبًا وقال له استعن بها في المشروع وأصرَّ عليه أن يأخذها ولم يتسلم إيصالًا بها، وقد دفع عثمان بعد ذلك للشيخ محمود شويل هذا المبلغ مُقسَّطًا، كلما احتاج إلى جنيه أو جنيهين دفعها له حتى تم تسديد هذا القرض الحسن.

سافر عثمان إلى مصر مزودًا بالتوصيات إلى الجهات التي يؤمل في مساعدتها له، واستقبله صديقه الطالب فهمى الحشاني الذي كان يدرس طب الأسنان في مصر، وكانت حصيلة النقود التي تجمعت لدى

<<  <  ج: ص:  >  >>