للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان حافظ قد وضعت في حزام من الجلد يحتزم به نهارًا، ويضعه ليلًا تحت وسادته.

وقد أصبح هذا الحزام حملًا ثقيلًا بعد أن نزع عثمان ملابسه العربية الفضفاضة وارتدى بدلة أفرنجية فلم يكن لهذا الحزام مكان في وسطه، وترك عثمان الحزام بما فيه من النقود في الغرفة التي ينزل بها مع صديقه الحشاني وغادر المنزل، وحينما عاد عثمان بحث عن الحزام فلم يقع له على أثر، ومادت الأرض أمامه ولكن لطف الله تعالى أدركه سريعًا.

كانت المرأة صاحبة البنسيون الذي ينزل الشابان فيه أمينة، وقد أبصرت الحزام وهي تقوم بتنظيف الغرفة فاحتفظت به خشية أن يتعرض للضياع، وحينما سمعت أصواتهما وهما يناقشان الأمر أحضرت الحزام ولم يُمسّ بسوء، وأسرع عثمان حافظ بحزام النقود إلى قنصل المملكة العربية السعودية بمصر الشيخ فوزان السابق فسلَّمه الحزام أمانة في خزنة الشيخ يعود إليها كلما احتاج إلى شئ من مال.

وبدأ البحث عن المطبعة العتيدة، وزار عثمان حافظ مطابع شركة مصر وكان يحمل خطاب توصية من المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان إلى طلعت باشا زعيم مصر الاقتصادي ومؤسس بنك مصر وشركاته، ولكن المطبعة التي أشار بها عليه مدير مطابع شبكة مصر كانت قيمتها أكبر كثيرًا مما يحمل من مال.

وفي مصر وجد الشاب عثمان حافظ الأستاذ سيد إبراهيم الخطاط المصري والأديب المعروف وتوشَّجت الصلات بين الرجلين فذهبا إلى أمين عبد الرحمن صاحب مجلة الإسلام ومطبعتها، والرجل صاحب خبرة

<<  <  ج: ص:  >  >>