للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المطابع وشئونها .. وقضى عثمان حافظ شهرًا بصحبة أمين عبد الرحمن يزوران المطابع وباعتها ووكلاءها، وأسفرت النتيجة عن أن شراء مطبعة جديدة يكلِّف الرجل عبئًا ماليًا لا يقدر عليه، وبدأ يفكر في شراء مطبعة مستعملة.

ولكن إرادة الله أبت إلا أن تكون المطبعة جديدة .. رنَّ جرس الهاتف في مكتب أمين عبد الرحمن وسأله تاجر المطابع المسيحي، إن كان صديقه العربي قد اشترى مطبعة؟ وأردف لقد وصلت إلينا مجموعة من المطابع في الجمرك، وأنا في حاجة إلى النقود لإخراجها، فإن كان صاحبك يدفع القيمة نقدًا نخفِّض له في القيمة، وذهب الرجلان واشتريا المطبعة وكل ما يلزمها، واستعان عثمان حافظ بأخيه فأعانه بما يلزم من مال .. وإلى هنا فإن الأمر رغم ما اكتنفه من صعاب كثيرة فهو في حدود المعقول، ولكن الغير معقول هو ما فعله عثمان حافظ بعد شراء المطبعة. كان الأسطى محمد المصري مهندس المطابع بمحلات لوسكفتش يرغب في السفر إلى المدينة ليزور ويعتمر، وكان المعقول والطبيعي أن يسهل له عثمان حافظ هذه المهمة لتركيب المطبعة حين وصولها إلى المدينة المنورة، ولكن قلة ذات اليد كما يقول الأستاذ عثمان حالت بينه وبين تحقيق هذا المطلب المعقول.

وقرر عثمان حافظ أن يتعلم كيفية تركيب المطبعة وإدارتها، وهو لا يفقه شيئًا في الهندسة ولا في المكانيكا، واتخذ نوتة وضع فيها رقما لكل قطعة في المطبعة، ووصف كيفية تركيبها، وأخذ يدرس هذه الأمور نهارًا في المطبعة وليلًا في النوتة، وكأنه تلميذ يقبل على امتحان ..

<<  <  ج: ص:  >  >>