للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصف كل قطعة ووضع لها رقمًا، وظن أنه بهذا قد وصل إلى ما يريد .. كان في المدينة مهندس يشرف على كهرباء الحرم اسمه شريف أفندي، واستعان به عثمان في تركيب المطبعة بعد وصولها إلى المدينة وقبل الرجل بعد تهيب وتردد وشاركه السيد عثمان بالنوتة العتيدة، وتعثرت عملية التركيب ولكنها تمت بعد جهد شديد .. وحينما وصل الأمر للتطبيق ظهرت المصاعب التي لم تكن في البال.

رَصَّ السيد عثمان حافظ قوالب الصفحات التي يريد طباعتها كعمل تجريبي للمطبعة ووضع الورق، ودارت المطبعة وكان المفروض أن يتحرك الورق تلقائيًّا كلما طبع صفحة منه لتطبع الصفحة الثانية والثالثة، ولكن الورق التصق بالطنبور وحينما سُحِبَ باليد تمزَّق، وقضى عثمان حافظ وشريف أفندي قضيا أيامًا ثلاثة يحاولون فيها حَلَّ اللغز دون جدوى.

وسافر عثمان حافظ إلى مكة ليرى كيف تدور المطابع ويدور معها الورق ويتحرك، سافر إلى مكة في سيارة صغيرة مخروقة الإطار ووصلت إلى جدة بعون من الله، وسافر من جدة إلى مكة بسيارة البريد، وفي الصباح كان أمام مطبعة أم القرى وهي تدور ورأى الورق يتحرك، كان هناك خيط من الدوبارة الرفيعة يأخذ الصفحة المطبوعة لتحلَّ محلها صفحة لم تطبع وهكذا .. وانكشف السر الذي لم يكن قد سجله في النوتة .. وعاد إلى المدينة بسيارة البريد، ووضع خيط الدوبارة وتحرك الورق بسلام (٤٠٢).


(٤٠٢) تطور الصحافة (ج ٢): ص ٩٠ - ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>