للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلتمسون شيئًا من الماء يبلون به ظمأً كادت منه أن تزهق الأرواح .. وأقبل شيخ الوادى ابن نصار فغمرهم بكرمه وأنزلهم في داره وهيأ لهم الطعام والماء والفاكهة والفراش، وبعد أن أقام لهم وليمة العشاء أحضر لهم الدواب - الحُمُر - لتنقلهم إلى المسيجيد، التي وصلوا إليها بعد شروق شمس اليوم التالي.

وأخيرًا آن للسيارة - سيارة المطبعة أن تصلّح - وآن للسيد عثمان حافظ أن يعود إلى المدينة بعد غيبة شهور ثلاث، وآن له أن يستقبل المطبعة وقد وصلت إلى مأمنها في طيبة الطيبة بعد جهود وجهود (٤٠١).

ونصل الآن إلى نقطة الصفر، إلى الوقت الذى وجب فيه أن يتحول هذا الكم الهائل من الحديد إلى آلة تطبع الكتب، ليقرأها الناس.

لم يكن السيد عثمان حافظ مهندسًا ولا ميكانيكيًا، ولم تكن موارده وموارد أخيه علي المالية لتسمح لهما باستقدام مهندس لتركيب المطبعة في المدينة وتشغيلها فماذا يفعل؟

اتفق مع المهندس المصري الذي يعمل لدى البائع أن يقوم بتفكيك أجزاء المطبعة وتركيبها بحضوره، ثم يقوم السيد عثمان حافظ وحده تحت إشراف المهندس المصري بالتركيب مرة أخرى، واستغرقت العملية أربعة أيام، استعان فيها السيد عثمان حافظ بنوتة سجل فيها


(٤٠١) انظر تفصيل هذه الأحداث في "تطور الصحافة في المملكة العربية السعودية" (ج ٢): ص ١٣ - ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>