للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أشتكي من هذه المتاعب أو السهر، بل أقدم عليها بنشاط وشوق، كنت أتظاهر بالشغل أمام الزوار، وأنا غارق في شبر من الماء، واستطاع عثمان حافظ أن يضبط ترتيب الصفحات، ولكنه وقع في مشكلة الحبر فله موازين دقيقة، لم يسجلها في النوتة.

ودار الطبع فنزل الحبر بكميات زائدة جدًّا حتى طمس معظم الحروف، وصار الورق يلتصق بعضه ببعض، وخَفَّفَ الحبر حتى كادت الحروف لا ترى.

وظهر العدد الأول من المنهل بعد أن أعدم منه السيد عثمان مائتي نسخة كانت سيئة الطبع، وتقبل عبد القدوس - يرحمه الله - الأمر على مضض تشجيعًا لصديقه عثمان وتقديرًا لظروفه، ولكنَّ العدد الثاني من المجلة لم يكن أحسن حظًّا من العدد الأول، فقرر عثمان مع أخيه علي أن يستقدما عاملًا متخصصًا من مكة، واتفقا مع عباس هلال سنبل على أن يكون معهما في دارهما بالمدينة، ويتولى شئون المطبعة بمرتب ثلاثين ريالًا شهريًّا.

وأعطيت القوس باريها فتمَّ إخراج العدد الثالث من مجلة المنهل بصورة مشرفة رضي عنها الأستاذ عبد القدوس واستغرق العمل في توضيب العدد الثالث وطبعه خمسة أيام، وكان عثمان يقضي الشهر كله في التوضيب والطبع (٤٠٣).

وأود أن أقف قليلًا بعد أن قصصت على القاريء قصة مطبعة


(٤٠٣) تطور الصحافة (ج ٢): ص ١٠٢ - ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>