للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة المنورة منذ أن كانت حلمًا يراود خيال الأخوين علي وعثمان حافظ إلى أن أصبحت حقيقة لأقول: إنها قصة الكفاح والعصامية، قصة التصميم على بلوغ الغاية مهما كانت المصاعب والعقبات، قصة الحماس الذي يتحدَّى المشكلات التي تبدو مستحيلة، ثم يذللها الإيمان والعمل، يقول السيد عثمان في وصف تأسيس مطبعة المدينة:

إن مثل هذه المواضيع تحتاج إلى اختصاص وعلم، ولكن قلة ذات اليد والاندفاع جعلنا نتحمل المتاعب والمسئوليات، ونخوض المعارك بلا سلاح، ولو أردنا أن نمد أرجلنا على لحافنا كما يقول المثل العامي لما تقدمنا خطوة في المشروع، ولأن إمكاناتنا المادية محدودة جدًّا جدًّا ونحن لا نملك إلا العزيمة والعقيدة، والتوكل على القادر المتعال (٤٠٤).

هذه قصة المطبعة، مطبعة المدينة المنورة في إيجاز شديد، أما قصة الجريدة - جريدة المدينة المنورة - التي من أجلها جلبت المطبعة فهى قصة أخرى لو أردنا سردها أو حتى إيجازها لخرجنا بهذه الترحمة عن الحيز المقدر لها، وقد كفانا الأستاذ عثمان حافظ هذه المئونة بكتابه القيم الممتع الذي خصص الجزء الثاني منه لقصة المطبعة والجريدة معا فليعد إليه القارئ فهو من الكتب التي أود لشبابنا أن يستمتع بقراءتها ليرى كيف تذلِّل العزائم الصعاب، بل وتَليِّن الحديد .. هذا الكتاب هو كتاب "تطور الصحافة في المملكة العربية السعودية" الذي كثيرا ما أشرنا إليه قبل، وقبل أن أختم هذا الحديث فإني أود أن يعرف


(٤٠٤) تطور الصحافة في المملكة العربية السعودية (ج ٢): ص ١١١، ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>