للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاريء أن قصة صدور جريدة المدينة المنورة التي صدر العدد الأول منها في ٢٦ محرم ١٣٥٦ هـ والتطورات التي مرت بها إلى أن سلمت للمؤسسة الصحفية التي تحمل اسمها في ١/ ١١ / ١٣٨٣ هـ هي قصة الكفاح والعصامية، والإصرار على بلوغ الغاية المرسومة رغم المتاعب والصعاب. وقد فصَّل الأستاذ عثمان حافظ هذه القصة بصراحة تامة وتفصيل دقيق، فلقد كان إصدار جريدة المدينة المنورة حلمًا في أذهان المثقفين وذوي الرأي في طيبة الطيبة، وكان تحقيق هذا الحلم منوطًا بالأخوين على وعثمان حافظ وقد استطاعا تحقيقه ولكن التضحيات كانت كبيرة وجسيمة، كانا يضطران إلى بيع بعض ما يملكان في أواخر الشهور لتسديد رواتب العمال والموظفين .. وكان ثمن طوابع البريد يرهقهما إرهاقًا شديدًا، ولم يكن للجريدة وارد من الإعلانات أو الاشتراكات يكفى لتغطية النفقات، وجاء وقت فكَّر فيه الأخوان في إيقاف الجريدة عن الصدور بعد أن سُدَّدت في وجهيهما الأبواب، وذهبا إلى الشيخ محمد سرور الصبان مدير المالية العام في ذلك الزمان بمكة يستشيرانه في الأمر وأعانهما بخمسين جنيهًا ذهبيًا واستصدر لهما أمرًا من جلالة الملك عبد العزيز بمعونة شهرية قدرها خمسون ريالًا ثم زادت إلى مائة، ثم استموت في الزيادة حتى وصلت إلى ألف ريال، ولكن أمور الجريدة لم تستقم الا بعد أن قضى المؤسسان ما يقرب من أربعين عامًا في هذا الجهاد المرير.

ومرة أخرى فإن جريدة المدينة المنورة هي قصة العصامية والكفاح فليقرأها الناس بقلم أحد أصحابها ففيها من المتعة ما يجعل هذه القراءة

<<  <  ج: ص:  >  >>