المغرب لفترة بسيطة يستمعون فيها إلى تلاوة القرآن من المقرئين الذين يحضرهم أهل الميت ثم يعزُّون وينصرفون، وكان هناك إلى جانب الأيام الثلاثة للتعزية يوم العشرين والأربعين والحوْل فإذا مضت عشرون يوما على وفاة الميت أقام له أهله - العشرين - ويحضر في هذه الأثناء مقرئ واحد أو أكثر من الصباح فيقرأ القرآن على روح الميت إلى ما بعد الظهر حيث يحضر المدعوون من خاصة أهل المتوفى وأصدقائه فيستمعون إلى التلاوة ويتناولون الطعام ويقرأون الفاتحة على روح الميت ويدعون له بالمغفرة وينصرفون وبنفس الترتيب يقيمون حفل الأربعين بعد مضى أربعين يوما على وفاة الميت ثم حفل الحوْل وهو بعد مضى عام كامل على الوفاة، هذا علاوة على ما يتلى له من القرآن في شهر رمضان وكان يتولى هذه التلاوة صغار الأطفال ممن يحسنون القراءة والبعض كان يهتم بأمر هذه التلاوة لا في شهر رمضان وحده وإنما في رجب وشعبان كذلك قلنا وقد انتهت هذه العادات جميعها فلم يبق منها سوى ثلاثة أيام العزاء بين العشاءين.
نعود بعد هذا الاستطراد عن عادات الناس في أيام الوفاة إلى الشيخ أحمد الزهراء فنقول أنه كان من أبرز المقرئين في مدينة جدة ولهذا كان منشغلا في كثير من الأيام بتلاوة القرآن في المآتم وفى أيام العشرين والأربعين والحول كما أسلفنا وكان يتناول طعامه في كثير من الأيام في البيوت التي يدعى إليها، كما أن تلامذته كانوا يتحفونه بأطيب الطعام في بعض الأيام ويخدمونه ويقومون على تمريضه إذا مرض والله سبحانه وتعالى هو الذى يدبر الأمور بحكمته فيسخر لهذا الرجل الكفيف البخيل من يقوم على إصلاح أمره وتسيير شؤونه.
هذا وكان الشيخ كثير الوسواس فلم يكن على تمكنه من التجويد وحفظه للقرآن الكريم وحسن ترتيله بمستطيع أن يتولى الإمامة في المساجد وهي الوظيفة الطبيعية لأمثاله، لأنه كان كثير الوسوسة وكنت أراه في مسجد الشافعي وهو