ويناقش الآراء، ويعلِّق على ما يستمع إليه من آراء ويجيب على أسئلة شباب المسلمين في بلادهم، وفي ديار الغرب، الشباب الذين يستمعون إلى اعتراضات العلمانيين وتشويهات المضللين من الكتابيين مسيحيين ويهود، فيجيب بما وهبه الله من قوة الحجة، وسعة الأفق، والإحاطة بمشاكل العصر، وأقوال الفقهاء والمفكرين.
فيشفي الغلة، ويزيل الغمة، ويهدي بقدرة الله تعالى إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
وكان للمرأة المسلمة وهي نصف المجتمع النصيب الكامل من اهتمامات الأستاذ أحمد جمال يرحمه الله، فدافع عنها، وأظهر ما خصها به الإسلام من حقوق تحفظ كرامتها وتصون وجهها وعرضها.
وقد أدركته المنية وهو يكتب عن المناهج الدراسية لتعليم البنات، ويشرح آراء المعلمات ويدلي برأيه فيما يتعرض له البعض منهن من متاعب أو مشكلات.
وكان أحمد جمال يرحمه الله يعيش مشاكل الأمة العربية والإسلامية، فيجهر بالرأي الجريء وإن خالف به الكثيرين.
ولقد كان من أوائل الكتاب الذين طالبوا باتباع سياسة الأمر الممكن في فلسطين بدلًا من التمسك بالحق الكامل الميؤوس منه.
كان يدعو إلى هذا الرأي منذ ربع قرن بعد أن استمع إلى الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة وهو يتحدث عن تجربته في انتزاع استقلال تونس من الفرنسيين، نأخذ الممكن، ونطالب بالباقي طالما أننا لا نستطيع أن نأخذ حقنا كاملًا، وحينما زار السادات القدس وعقد اتفاقية كامب ديفيد التي استرد بها الأرض المصرية من الإسرائيليين كان أحمد جمال من المؤيدين لهذه السياسة، مع أن الإجماع العربي في ذلك الزمان كان يخالف السادات، ولكن أحمد جمال بشجاعته في الحق كان يقول للفلسطينيين افعلوا كما فعل السادات، واسترجعوا ما استطعتم من أرضكم، ثم طالبوا بالباقي، بدلًا من الوقوف دون حراك.
كان يتساءل ماذا فعلنا خلال أربعين عامًا.
رفضنا التقسيم فأخذ اليهود أكثر منه.
وحاربنا إسرائيل فخسرنا فلسطين كلها بما فيها القدس، وخسرنا إلى جانبها الجولان وسيناء.
وعاش أحمد جمال يرحمه الله إلى أن رأى العرب يتفاوضون مع الإسرائيليين بعد طول امتناع واعتراض.
وكان إلى جانب الاهتمام بشؤون المسلمين العرب يهتم بشؤون الناس في بلاده، فيكتب في الصحف ما يتراءى له من أمور تستحق الإصلاح والالتفات، أو ما يصله من رسائل