الناس، ومحادثاتهم الهاتفية، داعيًا إلى الإصلاح والتقويم بالكلمة الهادفة والرأي الصائب البعيد عن الإسفاف.
نستطيع أن نقسم مؤلفات أحمد جمال رحمه الله إلى أقسام عدة نوجزها فيما يلي:
١ - القرآن الكريم وله فيه ستة مؤلفات.
٢ - الإسلام وله فيه عشر مؤلفات.
٣ - المرأة وله فيها ست مؤلفات.
٤ - الشئوون السياسية للعرب والمسلمين وله فيها أربع مؤلفات.
٥ - الشباب المسلم وله فيه كتابان.
٦ - الشئوون الاجتماعية المحلية وله فيها كتابان.
٧ - الشعر وله فيه ديوان واحد.
٨ - القصة وله فيها كتاب واحد.
هذا ما تيسر لي الإلمام به من مؤلفات الأستاذ/ أحمد جمال، وربما كانت له مؤلفات أخرى لم تصل إلى علمي كما أنني أرجح أن تكون هناك مؤلفات مخطوطة لم تقدم إلى المطبعة بعد، فقد كان الرجل دائم النشاط كتابة وتدريسًا، وكان يجمع ما يكتب ويقدمه إلى المطابع ليقرأه الناس، والمتتبع لتواريخ طبع مؤلفاته يرى أنها تتواصل عامًا بعد عام، وإذا حدث أن تأخر النشر في بعض الأعوام، فإن أعوامًا أخرى تشهد ظهور أكثر من كتاب واحد، كما يظهر ذلك من بيان مؤلفاته الذي أثبتناه قبل.
كان الكتاب الأول الذي ظهر لأحمد جمال وهو في الحادية والعشرين من العمر كتاب ماذا في الحجاز، وهو كتاب يهدف إلى التعريف بالحجاز وما يأخذ به من أسباب النهضة ومواكبة العصر، وهذا الكتاب لم يتح لي الاطلاع عليه، وقد وصفه الأستاذ/ عبد العزيز الرفاعي بأنه كتاب إعلامي، ولا غرابة في أن يكتب أحمد جمال معرِّفًا ببلده، فقد كان الناس في البلاد العربية الأخرى لا يعرفون عن بلادنا إلا النذر اليسير لم تكن صحفنا مقروءة في خارج بلادنا، ولم يكن لدينا من الصحف إلا أقل من أصابع اليد الواحدة، وكأن الشاب أحمد جمال الممتلئ حبًا لبلاده أراد أن يقدم للناس صورة مشرفة عنها، فكتب كتابه ماذا في الحجاز.
ومارس أحمد جمال نظم الشعر في بداية حياته ونشر ديوانه الطلائع، وهو في الثالثة والعشرين من العمر، وكانت هذه البداية تبشر بميلاد شاعر متمكن يجمع بين حرارة العاطفة والعلم باللغة، وتصريف الكلمات، ولكن أحمد جمال انصرف عن الشعر إلى المهمة العظمى التي هيأ لها نفسه، والتي سخره الله تعالى لها والتي عمل فيها إلى أن توفاه الله تعالى.
وحينما أعاد طبع ديوانه الأول والوحيد بعد أكثر من ثلاثين عامًا من إصداره اختار له عنوانًا جديدًا هو - وداعًا أيها الشعر.