بفترة وظيفة أمانة العاصمة في مكة المكرمة استدعاه جلالة الملك فيصل - كان يومها رئيسا للوزراء ووليا للعهد - وقال له إنني قد عينتك أمينا للعاصمة في مكة المكرمة وأريد منك أن تحول الأقوال التي كنت تنادى بها إلى إعمال فمجالك اليوم ليس في القول وإنما في العمل ولديك الفرصة لتترجم الإصلاحات التي كنت تدعو إليها إلى عمل ملموس، قالوا: وقال عبد الله عريف، إنني إذا لقيت من سموك العون فإنى فاعل ذلك بإذن الله، وقد انطلق عبد الله عريف أمينا للعاصمة بتأييد قوى من ولى الأمر معتمدا على جهده الشخصى في إعداد المشروعات التي يرى أنها لازمة للمدينة المقدسة مجندا لذلك كل ما يقع تحت يده من خبرات الخبراء وجهد العاملين فكان يعد المشروع ويذهب به إلى جلالة الملك فيصل شارحا أهميته ومطالبا برصد المال اللازم له فإذا أخذ الموافقة عليه انطلق في تنفيذه في غير تردد ولا إحجام متخطيا كل العقبات متغلبا على كل الصعاب، وللحقيقة فان عبد الله عريف كمكى كان متيما بحب بلده - أم القرى - وكان يرى ككاتب ومثقف أن مكة المكرمة هي أم المدائن، فهى مهبط الوحى، ومقر البيت الحرام، ومهد الرسالة وإليها يتجه الناس من كل أقطار الأرض خمس مرات كل يوم وإليها تحج مئات الألوف كل عام وإن مدينة هذا شأنها يجب أن تكون آية في النظافة والتنظيم وقدوة فيما يجب أن يتوفر في أى مدينة كبيرة مثلها، وبهذا الحب العميق، وبهذا الوعى الذكى وبذلك التأييد القوى استطاع عبد الله عريف أن يحول القول إلى عمل، وأن ينحى القلم جانبا ليعمل بكلتا يديه وبعقله وكل قوته في بناء مكة المكرمة مدينة حديثة نظيفة فشقت الشوارع بل وفلقت الجبال لتكون طريقا ممهدا للناس وأصلحت حوافيها وزينت وانتشرت الإضاءة في كل شوارع مكة المكرمة التي امتدت وتضخمت فأصبحت تمتد من ناحية الشرق حتى تجاوزت منى وابتلعتها ومشت من ورائها عشرات