بالدخول إليها قبل جلالته، وهكذا استمر الحاج عبد الله في الذهاب والأوبة إلى أن عاد مع الملك عبد العزيز في سيارة واحدة ودخلا من باب مكة حيث نزل جلالته في بيت نصيف وتقبل البيعة من الناس، هذا ولقد كان الملك عبد العزيز يؤثر الحاج عبد الله على رضا بمودته وإكرامه فلم يُعَيِّنْ أميرًا لمدينة جدة طيلة حياة الحاج عبد الله على رضا وكان أول أمير لها هو الأمير عبد العزيز بن معمر رحمه الله وذلك بعد وفاة الحاج عبد الله علي رضا، ولم يكن يتقاضى مرتبا على عمله كقائممقام وإنما كان يخدم المنصب بصورة شرفية دون مرتب فلقد كان واسع الثراء، وكان هو وأخوه الأكبر الحاج زينل قد قاما بتأسيس بيتهم التجارى في جدة كام ١٢٨٤ هـ قم قاما بتأسيس فرع لهم في مدينة بومباى بالهند، وحينما انقسمت الهند إلى دولتين بعد الاستقلال انتقل بيتهم التجارى إلى مدينة كراتشى مع ميلاد دولة باكستان.
إن ما لفت نظرى في تاريخ الحاج عبد الله على رضا ليست قدرته على الاحتفاظ بمنصبه كحاكم إدارى لمدينة جدة خلال ثلاثة عهود سياسية مختلفة فحسب، وإنما محاولاته الأولى لاستخلاص الأعمال التجارية من أيدى الأجانب الذين كانوا يسيطرون عليها، فلقد كانت هناك بيوت تجارية أجنبية كثيرة في مدينة جدة: إنجليزية، وفرنسية، وهولندية، وإيطالية، وكانت هذه البيوت تتولى وكالة البواخر المختلفة التي ترد إلى مدينة جدة وكان الحاج عبد الله على رضا من أوائل التجار الوطنيين الذين فكروا وعملوا لاستخلاص بعض هذه التواكيل من أيدى هؤلاء الأجانب مفتتحا بذلك وكالته التجارية للبواخر وهو أمر كان يعتبر في ذلك الزمان عملا عظيما بلا مراء.
ولعله من المستحسن أن نذكر الآن طرفا عن ماضى التجارة وأحوالها في الحجاز خلال العهد الهاشمى وأوائل العهد السعودى.