حينه بما حواه من أفكار جريئة مفاجأة لكل من قرأه لا في داخل البلاد وإنما في خارجها ولقد اعتبره الدارسون بداية للتجديد في الأدب الحجازي واستشهد به عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين رحمه الله، كما أشار إليه الكاتب العربي الكبير محب الدين الخطيب حينما ذكر أن موجة التجديد وصلت إلى الحجاز ولكنها بدأت من الشارع الخامس في نيويورك إشارة إلى ما يحفل به كتاب العواد من النشر الفني على طريقة أدباء المهجر في ذلك الزمان.
وما أذكره عن "خواطر مصرحة" أنني اشتريت نسخة منه وأنا طالب مدرسة الفلاح أول ظهوره وأبصر الشيخ عمر حفني رحمه الله وكيل المدرسة النسخة في يدي فسألني عنها فقلت أنها "خواطر مصرحة" قال وهل تريد أن تقرأه؟ قلت: نعم قال: لا تقرأه قلت ولكنه لأستاذنا العواد قال: ولو، أنه كتاب سيئ، ولكن هذا النهي لم يزدني الا إصرارا على قراءة الكتاب والاحتفاظ به ولا يزال عندي حتى اليوم، كما أذكر أن أستاذنا الشيخ حسين مطر مدير مدرسة الفلاح رحمه الله ألقى كلمة في الطلاب بعد صلاة الظهر حين ذاك قال فيها ما معناه أن محمد حسن عواد كان تاجا على رأس المدرسة ولكنه بعد أن أصدر كتاب "خواطر مصرحة" فقد مكانته فيها، ولست في حاجة لأن أقول أن كل هذا العداء لم يزد العواد إلا إصرارا على موقفه وتصلبا في آرائه. فقد كان عنيدا لا يتراجع ولو وقف الجميع ضده، والواقع أننا لو أردنا تقييم الكتاب بمحتواه بعيدًا عن الظروف التي شرحناها لوجدنا أنه عبارة عن مجموعة مقالات تدعو إلى الإصلاح وإلى التجديد في كل شيء ولكن بعضها ينتهج أسلوبا جارحا في التعبير وخاصة في تلك المقالة التي يوجهها إلى العُلماء وكان من الممكن التعبير عن هذه الأفكار بأسلوب أكثر هدوءا وأقل اندفاعًا، ولكن الكتاب كما قلنا كان مفاجأة مذهلة للناس فاستحق أن يدخل التاريخ إيذانا بابتداء حركة التجديد في الأدب